أحمد بن أبي الضياف و اسمه بالكامل أحمد بن أبي الضياف بن عمر بن أحمد، هو من عرش "أولاد عون"، وقد كان أديبا وسياسيا ووزيرا ومؤرّخا وإصلاحيا .
ترعرع في تونس مع ابيه الذي مات بالطاعون فكفله جدّه، تلقّى تعليمه الأول بزاوية بن ملوكة على يدي الشيخ محمد بن صالح بن ملوكة، ثم دخل جامع الزيتونة و تلقّى دروسه من الشيخ إبراهيم الرياحي و أحمد الأبي و محمد بن الخوخة ومحمد بيرم الثالث و إسماعيل التميمي الذي كان مفتي وأستاذ في جامع الزيتونة قبل ان يصبح رئيس المفتين المالكيين، و كان بن أبي الضياف مهووسا بمطالعة الأدب و التاريخ و كانت لديه إجتماعات و لقاءات مع زملائه في أوقات الفراغ لدراسة الكتب الأدبية .
بدأ بن أبي الضياف حياته المهنية بخطّة " التوثيق" 1822، و في عهد حسين باي إلتحق بديوان الإنشاء 1827، هناك بدأ في تحرير أهم المراسلات الرسمية و قوانين الدولة، منها منشور الإصلاح الجنائي و منشور حسين باي لسكان قسنطينة 1831 الذي دعاهم فيه للانضمام لتونس والنجاة من الإحتلال الفرنسي.
سنة 1837 قام أحمد باي بترقيته وجعله كاتب سرّ الباي وكلّفه بتحرير المكاتيب الهامة، كما كلّفه بمهمة ديبلوماسية في إسطنبول سعى فيها لحلّ أزمة سوء تفاهم صار بين السلطة العثمانية و المملكة التونسية، كما رافقه سنة 1846 لفرنسا و كلّفه بعد ذلك بتحرير و شرح قانون عهد الأمان الذيّ صدر سنة 1857 .
سنة 1860 سمّاه محمد الصادق باي عضو من أعضاء المجلس الكبير، و منحه رتبة أمير أمراء وسمّي وزير، وحررّ في نفس السنة أول دستور تونسي .
ولكن بعد ذلك تمّ إبعاده من السلطة بعد المؤامرات التي دبّرت له في المجلس، لكن عندما ولّي خير الدين باشا رئيس لجنة المالية، ثمّ وزير عام 1870، ساعد أحمد بن أبي الضياف و سمّاه في اللجنة المكلفة بمحاسبة أحمد زرّوق الذي وقع إتهامه بمظالم صارت على أهل الساحل، في نفس السنة تمت تسمية بن أبي الضياف مستشار أول بالقسم الثالث من الوزارة الكبرى، وهذا القسم له صلاحيات قانونية تتصلّ بالأحوال الشخصية، ثم عينه محمد الصادق باي وزيرا .
في سنة 1872 قدّم أحمد بن أبي الضياف استقالته من العمل بسبب الشيخوخة، و توفي سنة 1874.
كان لأحمد بن أبي الضياف مجموعة من المؤلفات المشهورة، ابرزها " إتحاف أهل الزمان بأخبار ملوك تونس و عهد الأمان "، الذي إستغرق تأليفه أكثر من 10 سنين،هذا الكتاب يتكون من 8 أجزاء.
الجزء الأول :
عبارة على مقدمة نظرية للكتاب حكى فيه على الملك و أصنافه في الوجود و بيّن فضل الملك المقيّد بالقانون و إنتقد الملك المطلق .
.الجزء الثاني :
ملخص لتاريخ تونس منذ الغزو الأموي إلى ما قبل عهد حمودة باشا الحسيني
الجزء الثالث :
يحتوي على خمسة أبواب، كل باب منها خاصّ بباي من البايات : ( حمودة باشا – عثمان باي – محمود باي – حسين باشا باي – مصطفى باي )
و في الجزء هذا تبرز قيمة الكتاب " إتحاف أهل الزمان " في التأريخ للحقبة الحسينية و نقل أخبار الحياة الإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية و الدينية و الأدبية و العمرانية في تونس.
الجزء الرابع :
تحدث فيه عن عهد أحمد باشا باي و محمد باشا باي ، و تعرّض في حديثه عن الباي الأول لمسألة الإكثار من العسكر و إنشاء المدرسة الحربية بباردو و تأسيس المكتبة الأحمدية و ترتيب التدريس بجامع الزيتونة، عتق المماليك و الرحلة الى فرنسا و الإعانة الحربية التي قدمتها المملكة التونسية للسلطنة العثمانية ، أما بالنسبة لمحمد باشا باي ، تحدث بن أبي الضياف عن تنظيم المحاكم الشرعية و منشور الفلاحة ، قانون عهد الأمان و التنقيص من العسكر
الجزء الخامس :
خصصه بن أبي الضياف للحديث على الجزء الأول من عهد محمد الصادق باي، و تعرّض فيه للمسائل التالية : آداء اليمين على إحترام عهد الأمان، إنشاء التلغراف في تونس، إنشاء المطبعة و صحيفة الرائد التونسي، تكوين المجالس المنبثقة عن عهد الأمان، إجتماع الباي مع نابوليون في الجزائر، مشكلة الإمتيازات الأجنبية، ثورة علي بن غذاهم و إيقاف العمل بعهد الأمان.
الجزء السادس :
مرحلة ثانية لعهد محمد الصادق باي وصولا لعام 1872
الخاتمة :
تضمّ الجزء السابع و الثامن ، فيهم تعريف ب 407 من الشخصيات التونسية التي عاشت و توفت بين عهد حمودة باشا و 1872، و شملت القضاة و العلماء و رجال الدولة و أعيان مدينة تونس و بعض المدن الكبرى و شيوخ العروش، و اضيفت للجزء الثامن عام 1990 ملحقات تحتوي على 25 مكتوب كتبهم أحمد بن أبي الضياف
0 commentaires
Enregistrer un commentaire